Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

m o l o t o v . t u n i s i e

m o l o t o v . t u n i s i e

- Le journal -


لم يبق لنا إلا عنوان وحيد: لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار

Publié par m o l o t o v مـولـوتـوف sur 17 Novembre 2013, 21:23pm

Catégories : #Tunisie, #Révolution, #Molotov

عليكَ أن تجدَ الجسدْ

في فكرة أُخرى وأن تجد البلدْ
في جُثَّةٍ أخرى وأن تجد انفجاري
في مكان الانفجار
ــــــــــــــــــ
محمود درويش

صيرورة 17 ديسمبر استهدفها حراس النظام منذ البداية.. إستهدفوها منذ أن صارت تنذر ببدء المعركة الطبقية، معركة من لا يملكون، معركة من ليس لهم ما يخسرون غير قيودهم ضد الذين بأيديهم كل شيء من رأس المال إلى السياسة إلى السلاح إلى القوت إلى السجن
المعركة هذه كانت وبحدودها تلك وبفاعليها أولئك معركة حياة أو موت، وحراس النظام كان يعرفون ذلك جيدا فطالما حالوا دون تفجرّها على مرّ العقود. إنهم يعرفون أيضا أن تواصلها واحتدادها وتجذرها سيدفع إلى الإطاحة بهم وقد لا يتوقف الأمر عند تلك الحدود
لقد كان الوضع ينذر بحريق قد يأتي على كل شيء ويزيح كل شيء، لا بل لقد ابتدأ الحريق فعلا وإنتشر.. نعم لقد كان 17 ديسمبر ذلك الحريق
17 ديسمبر كان: يسقط حزب التجمع يسقط جلاد الشعب
17 ديسمبر كان: الخبز والحرية والكرامة الوطنية
17 ديسمبر كان: الشغل والموارد والثروة استحقاقنا يا عصابة السرّاق
17 ديسمبر كان: يا شهيد يا شهيد على دربك لن نحيد
17 ديسمبر كان: ارحل الشعب يريد اسقاط النظام
17 ديسمبر كان كل هذه الحركة وكل هذا الصراع.. 17 ديسمبر كان هذه المعركة الطبقية

في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير الشعبية الأفق السياسي المسموح به وقتها والذي حدده أولا وأخيرا النظام لتحركاتها ورضيت به معارضاته كلها
في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير مساحة أن تكون معارضة مجرد معارضة للديكتاتورية
في 17 ديسمبر تجاوزت الجماهير أن تكون مجرد معارضة اصلاحية
17 ديسمبر نسف منطق السياسة فن الممكن و أسس لمنطق جديد في الحركة هو: السياسة موقف طبقي وهي ومن وجهة نظر الأغلبية التي لا تملك مقاومة مستمرة هدفها المباشر دوما الإطاحة بالنظام الرأسمالي وبأجهزة دولته ومن أجل بديل يمكّن الأغلبية من حقوقها على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية
تواصل السيرورة الثورية حتى بعد كل وعود النظام التي عبّر عنها الديكتاتور في خطبه تؤكد هذا الذي ذهبنا إليه من أن الجماهير كقوة طبقية من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 تخطت الأفق الذي رسمه الجميع لها سلطة ومعارضة.. قد تنطلق الجماهير في الفعل النضالي ولكن ليس قدرها أن تبقى حيث الممكن ولا تتخطاه. فالنضال الثوري هو تجاوز الممكن دوما إلى ما هو أبعد وتحقيقه كمهمة، والسياسة بهذا المنظور تصير دوما فعل تخط للممكن ولا تتجلى إلا في مهمات ثورية
أن تصير الحركة إلى هذا المآل ذلك ما كان يجب أن لا يحدث في مساحة الممكن لحراس النظام
كانت استراتيجيهم مفادها بالمختصر: يجب وقف المسار الثوري بأي ثمن والوقت الآن للانقلاب على الحركة الثورية قبل أن تصير قادرة على أن تقلب الأمور جميعا
بدون أدنى شك لقد كان حراس النظام على إطلاع على ما كتبه الشيوعي الألماني قبل أكثر من قرن ونصف وهو أننا في عصر الثورات التي تقلب الأمور جميعا عصر الثورات الدائمة
ممكنُ قوى الانقلاب على الحركة الثورية ارتكز على امتلاكهم للسلاح وعلى هيمنتهم على المُنَظَّم الداخلي (جمعيات وأحزاب والإتحاد العام التونسي للشغل تحديدا) وعلى إسناد القوى الأجنبية عبر مخابراتها وخبرائها.. كانت هذه إستراتيجيتهم الجاهزة والتي انطلقوا في تطبيقها حالما أصبح ذلك ضروريا ولا مفر منه وكان الانقلاب على الحركة الثورية
الانقلاب على الحركة الثورية من حراس النظام لم يكلفهم كثيرا، فقط كان يجب:
ـ نقل المعركة من حيز الاقتصادي الاجتماعي إلى حيز السياسي الفوقي أي من معركة طبقية شاملة إلى معركة جزئية. كان يجب نسف معركة طبقة ضد طبقة
ـ جرّ الجماهير إلى خارج مساحة فعل المقاومة ودفعها إلى أشكال احتجاج بلا أفق لتعويم مطالبها المباشرة ولشل حركتها ومنعها من الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن هيمنة حراس النظام
ـ تشتيت جهود الجماهير وإرهاقها ودفع التناقضات في صفوفها وتجزئة قضاياها والتركيز على الثانوي فيها
ـ مراكمة كل أسباب الفوضى ومن هناك الظهور من جديد كمخلّص
لذلك إجتهد المنقلبون في تبييض وجوه مجرمين كرشيد عمار وكمحمد الغنوشي وكفؤاد المبزع وكالباجي قايد السبسي وكعبد السلام جراد و وبن عاشور وآخرون كثيرون وتلميع صورهم لتمكينهم من الهيمنة من جديد على القرار وتحويلهم إلى مخلّصين بعد 14 جانفي
حراس النظام أوقفوا مسار 17 ديسمبر منذ أن أبان عن قدرات للجماهير في التنظم الذاتي وفي الدفاع الذاتي وفي إدارة العصيان وأكثر من ذلك كله حين بدأ ينتشر وعي المقاومة والتسلح للمقاومة بما يتاح في تلك المواجهات التي خاضها شباب القصرين وسيدي بوزيد وبلدات أخرى كثيرة وتفوقوا فيها على بوليس الديكتاتور وعصاباته المسلحة وتمكنوا من الصمود ومواصلة العصيان
حراس النظام أوقفوا معركة 17 ديسمبر الطبقية وبدؤوا في توجيهها منذ بدت تتحول إلى معركة لا يمكن توقفيها إلا برحيلهم. كانت الجماهير تتقدم بشكل واضح في إتجاه الاستقلال تنظيميا وسياسيا عن مستغليها و كانت تلك نقطة اللاعودة ولكن للأسف هذا الوضع بدأ كمسار ولم يكتمل كصيرورة
في 23 أكتوبر 2011 تقدم المنقلبون أشواطا في لجم الحركة الشعبية وفي محاصرة الحركة الثورية
مافيا المال والسلاح و الإعلام لم يكن يعنيها كثيرا من يمسك العصى للأغلبية ويقمعها لم يكن يهمها كثيرا من يدير فوضاها من بيروقراطيات الأحزاب. وجاؤوا بالنهضة للسلطة ولكتابة دستور لسيادتهم

نعم جاؤوا بالنهضة، ففي أوضاعنا الحالية لم تعد الأحزاب هي التي تصل للسلطة لقد صار يؤتى بها للسلطة لتدير أزمة رأس المال بعد دراسة من هو أقل ضرار على رأس المال من بين جنود رأس المال وحراسه منها.. وكما جيء بالنهضة للسلطة جيء بنداء الكلاب للمعارضة وكما صار راشد الغنوشي حاكما ناهيا صار الباجي معارضه وخليفته
الانقلاب سلاح: وكان رجل المرحلة رشيد الخائن
الانقلاب سلطة: وكان راشد الغنوشي العميل التابع
الانقلاب معارضة: وكان الباجي قايد السبسي وحسين العباسي وحمة الهمّامي
بهذه الصورة وبهذا المشهد يتواصل الانقلاب.. بهذه الصورة المسخ يعملون على فسخ 17 ديسمبر. وفي ظلّ كل هذه الأوضاع يطل علينا 17 ديسمبر بكل هذا الدمار العنيف للكرامة وللإنسانية وبكل هذه الملهاة من جديد ليقول لنا على لسان محمد البوعزيزي: لم يبق لنا إلا عنوان وحيد، عنواننا الكبير الباقي اليوم هو التحضير للانتفاضة الشاملة من جديد.. لم يبق من ردّ آخر غير المقاومة، ولم نعد نفكر إلا بشيء واحد هو الثورة من جديد.. لم يعد لنا من رأس مال غير الثورة ولا بد أن نضحي في سبيل ذلك بأجسادنا.. ما بقي لنا غير أجسادنا كرأس مال يمكن أن نقاوم به فلنتوقف عن الكلام والكلام و الكلام
ــــــــــــــــــــــ
الرفيق بشير الحامدي لمولوتوف 17 ـ 11 ـ 2013

الصورة: سيدي بوزيد، 17 ديسمبر 2010.. شارع الحبيب بورقيبة، 14 جانفي 2013

[M o l o t o v | مـو لـو تـو ف]

لم يبق لنا إلا عنوان وحيد: لنقاوم بأجسادنا حتى الانتصار
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :

Archives

Articles récents