في بلاد يعود سفّاحها من أبواب الثورة المفتضّة بكلّ وقاحة وصلف، لا تتعجّب أن يموت فيها الشهيد مرّتين
تنكيل وإهانة ونسيان وصل اليوم إلى أقصاه (وربما مازال وابل الهوان لم ينضب بعد) بمغالطة وتزييف طال أرواح الشهداء الطاهرة ليتجرّأ أحد سماسرة السياسة القذرين وأوّل المتخاذلين الخاذلين لدماء الشهداء والمتنكّر الأوّل لقضايا الجرحى والثوّار، بوصف أوّل شهداء ثورة السابع عشر من ديسمبر بمنزل بوزيّان المناضل الطلاّبي محمّد العمّاري بالتجمعّي لتبييض وجه إرهاب النظام السابق وإضفاء شرعيّة لعودة المجرمين من أبواب الشرف الثوريّ بعد أن فتح لهم أشباه الثوار والخونة من أحزاب الخيانة الأكتوبريّة طريق الركوب والتجرّؤ على إنتفاضة المفقرين وضحاياهم أيام الدكتاتوريّة النوفمبريّة
لم تشذّ أيّها "العكرمي" العميل المتلوّن في شيئ عن قبح إجرام نظام بأكمله في حق ثورة المفقرّين، فبعد تبرئة المجرمين والتجمعيين الفاسدين ورؤوس النظام كما أذياله وإهانة الجرحى وعائلاتهم وتجريم الثوّار وزجّهم في السجون وظلمهم في محاكمات مهينة ودفن ملفات العهر السياسي وجرائمه وطمس معالمها ورفع البوليس إلى مرتبة الأبطال، سننتظر من جلاّدي الشعب أكثر من هذه التصريحات المذلّة.. لن تشذّوا أيها المنقلبون عن نهج الإلتفاف الممنهج مادام هؤلاء "الثوّار" المزعومين قد نفضوا عنهم هموم الشعب المنتفض واستحقاقاته الثورية وشاركوا في جرم الانقلاب بالصمت الخسيس وبالتواطؤ والخذلان بعد أن استحلت أردافهم كراسي المناصب الحزبية وأضواء الإعلام المأبون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ