Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

m o l o t o v . t u n i s i e

m o l o t o v . t u n i s i e

- Le journal -


صرخة الكرامة: الموت من أجل الحياة

Publié par m o l o t o v مـولـوتـوف sur 18 Mars 2013, 01:33am

Catégories : #Tunisie, #Révolution, #TnGov, #Bouazizi, #Molotov

ها قد تحوّل الكيان البشري إلى حطب ناشف ووقود يحترق في شوارع هذا الوطن القفر.. فبعد أن أشعل موت البوعزيزي شوارع العالم وصار "لا" ملتهبة في وجه ضباع التسلّط والفساد، أصبح حرق الذات التعبير الإحتجاجي الوحيد الذّي نستطيع من خلاله نحن المفقّرون التصدّي لسياسات التهميش والتجويع و الإقصاء التّي تعيي كواهلنا.. نعم، هذا اليأس الصارخ/حرق الجسد الذّي نسير فيه على خطى البوعزيزي هو سقف جديد للإحتجاج وإيصال رسائلنا الموؤودة بعد أن ٱخرس أصواتنا أبالسة العهر السياسي و قحاب مجتمعهم المدني و إحتكروا ماكينة الإعلام الموبوء التّي لا تحتضن غير الديناصورات والمسوخ الشيطانيّة ممن يحوّلون وجهة الأنظار عن إستحقاق الكرامة و مطالب الشعب في الحياة

الإحتراق هو إستشهاد على طريقة "الكاميكاز" ضدّ الشذوذ الإجتماعي الرسميّ، وهو نتيجة حتميّة للتلاعب بقضايا الطبقة المسحوقة و السمسرة بمعاناتها من نهب للثروات والخيرات.. الإحتراق هو تجسيد لأسطورة "الفينيق" الذّي باحتراقه يولد من رماده طائر جديد.. فهلّا وصلتكم رائحة جلودنا المحترقة على إسفلت الكرامة الوطنية؟

هذا موت ليس كباقي أنواع الموت.. إنّه آخر تعابير الشّرف وآخر أصوات الغضب والحقد الحقيقي و"الرفض الواعي" لأوجاع المرض والبطالة و الجهل والتعتيم والبؤس والبرد والجوع والحرمان والنهب والإذلال والإستبداد والفقر والظلم والتهميش والإقصاء والغلاء والتخويف والنسيان والتسلّط والدكتاتوريّة والقهر والخيانة والتسويف والإستغلال.. والنار

ذاك هو مصيرنا في هذا الوطن المحترق، إمّا أن "نَحرق" على مراكب الموت أو نُحرق في غياهب النسيان أو نحترق على تراب هذا السجن الكبير.. فلا تتساءلوا أيّها الحمقى المتراخين وراء حواسيبكم عن أسباب هذا الحريق البشري الدامي، إذ نحن لم "نحرق" أو نحترق إلاّ مللا و محاولة لكسر الروتين أو ربّما بحثا عن بعض "الأكشن" و البطولة أو تعبيرا عن الفرحة والإحتفال.. فنحن، كما لا يخفى على عقولكم الفذّة، في رغد من العيش ننعم برفاه البطالة و تردّد بطوننا الأناشيد جوعا و تحمينا السّماء بعد أن تخلينا بإرادتنا عن سقف يقينا المطر الرصاص والثلج اللاذع و الشمس الحارقة

هي لم تكن أبدا سلميّة يا أبناء الفعلة، فنواقيس السعير التي دقّت ذات سابع عشر من ديسمبر فتحت أبواب الجحيم على مصراعيها والنار التّي أشعلناها في أجسادنا يأسًا ستأتي على الأخضر و اليابس كي تلتهم كلّ هذا الخراب و المخربين.. نحن لم "نحلم بأكثر من حياة كالحياة" لذلك لن نموت كي يحيا الوطن مجددا بل سنحيا كما يجب أن نكون في هذا الوطن المتهاوي.. أو فليحترق هو و من عليه ولتهوي أعمدة المعبد على الجميع

[ مـــولـــوتـــوف ]

صرخة الكرامة: الموت من أجل الحياة
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :

Archives

Articles récents