الفقراء هنا هم الفقراء هناك
حياة الفقراء تعيسة ومتشابهة أينما كانوا.. أبناء الفقر في كل العالم لهم نفس السّحنة ونفس المصير.. هم العاملون في السلم وهم القتلى في الحروب.. يبحثون عن قوتهم في المزابل، يستجدون فتات الخبز اليابس، لقمة مرّة، قاسية كالقدر الملعون.. تعيش الطبقة المفقّرة في دول الجنوب أتعس حقبة في تاريخها تحت هيمنة العولمة الغاشمة وإستفحال النظام النيوليبيراليّ في أرجاء الكون.. إستغلال ممنهج وهمجي للطاقات الإنتاجيّة والإبداعية وللثروات الوطنيّة ومقوّماتها التاريخيّة. ففي ظلّ غياب الدّولة الإجتماعيّة، دولة الشعب، يرتع المضاربون والسّماسرة والوكلاء، يغتصبون حقوق الشباب المهمّش، يقامرون برزق آلاف البشر، يذبحون أحلام الفقراء مستغلّين حاجتهم إلى يوم من الفرح، إلى لقمة حافية، يمارسون جرائمهم في وضح النّهار ودون حياء، بينما يتحاور الكردنالات الجدد، محترفو السياسة وعرّابو اللّوبيّات المشبوهة، على تقسيم جديد للكعكة في بلاتوات الدعارة والدمغجة والإستلاب، يرسمون خطّة طريق لمزيد من النهب والسلب لمقدّرات الشعب.. يجلسون حول حمار وطنيّ ليعيدوا تشكيل كل هذه الجرائم مرّت في السّابق تحت تعلّة الحفاظ على الإستقرار وتمريرها اليوم تحت مطيّة المسار الديمقراطي الوهمي، طريق "الياسمين" الذي يؤدّي إلى الجحيم
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :